اربعین الحسین (ع) لیست مجرد رحلة مشیٍ على الأقدام، بل هي مدرسة مقاومة تعلّمنا كيف یقف الإنسان بوجه الطغاة. مثلما وقف الإمام الحسین (ع) ضد یزید وجبروته، یسیر الملايين اليوم علی خطاه رافضین الظلم والاستبداد في کل عصر.

هذه المسیرة العظیمة تذکّرنا بأن الدم یهزم السيف، وأن التضحیة من أجل الحق لیست ضیاعاً بل انتصاراً. کل خطوة نحو کربلاء هي إعلان وفاء لدم الحسین (ع) وتجدید للعهد بمحاربة الفساد والظلم أینما کان.

المشی في الأرببین یجسّد أسمى معاني المقاومة السلمية، حیث یحوّل المؤمنون آلامهم إلی قوة، وجراحهم إلی أمل. هذه المسیرة تثبت أن الأمة التي تتحد حول القیم لن یستطیع الظالمون کسر إرادتها.

کما حوّل الحسین (ع) کربلاء إلی منصة للثورة علی الظلم، یحول الزائرون اليوم مسیرتهم إلی رسالة عالمية: “لا للاستبداد، نعم للعدالة”. الأرببین ليس ذکری ماضی، بل مشروع مستقبل یربط بین التضحیة والنصر.

فهي مسیرة الأجساد نحو کربلاء، ومسیرة القلوب نحو الحرية!المشي إلى كربلاء في الأربعين ليس مجرد تقليد، بل هو عبادة عظيمة لها آثار روحية عميقة. هذه الرحلة تُذكّرنا بمسيرة الحسين (ع) وأصحابه، وتجعل المؤمن يشعر بأنه جزء من هذه الملحمة الخالدة. كل خطوة في هذا الطريق تُقرّب العبد من ربه وتُطهّر روحه.

في كل عام، تتجدد لقاءات الملايين مع الإمام الحسين (ع) في كربلاء. هذه الزيارة ليست مجرد مشي بالأقدام، بل سير بالقلوب نحو نور الحقيقة. أربعين الحسين (ع) يحيي الإيمان في القلوب ويجعل المؤمنين يشعرون بقربه (ع) وبركاته.

لا يُقاس أربعين الحسين (ع) بعدد الزوار، بل بتأثيره العميق في النفوس. هذه الذكرى تذكرنا بأن الحق لا يموت، وأن الدم ينتصر على السيف. المشي إلى كربلاء هو تجسيد للولاء والثبات على المبادئ، وهو درس في التضحية والفداء من أجل القيم الإلهية.